الخبرين الأخيرين الصدوق في الفقيه (1) مرسلين قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى آخرهما " وروى الصدوق في المجالس والعيون بسنده عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن موسى بن جعفر (عليهم السلام) (2) قال: " رأى الصادق (عليه السلام) رجلا قد اشتد جزعه على ولده فقال يا هذا جزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة الكبرى لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد عليه جزعك فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك " وروى المشايخ الثلاثة في أصولهم والصدوق في ثواب الأعمال عن رفاعة بن موسى النخاس عن الصادق (عليه السلام) (3) " أنه عزى رجلا بابن له فقال له الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك منه فلما بلغه جزعه عليه عاد إليه فقال له قد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما لك به أسوة؟ فقال إنه كان مراهقا فقال إن أمامه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله ورحمة الله وشفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله تعالى " قال شيخنا المجلسي (عطر الله مرقده) في البحار: قوله (عليه السلام): " الله خير لابنك منك " أقول: لما كان الغالب أن الحزن على الأولاد يكون لتوهم أمرين باطلين: (أحدهما) أنه على تقدير وجود الولد يصل النفع من الوالد إليه وأن هذه النشأة خير له من النشأة الأخرى والحياة خير له من الموت فأزال (عليه السلام) وهمه بأن الله سبحانه ورحمته خير لابنك منك وما تتوهمه من نفع توصله إليه على تقدير الحياة والموت مع رحمة الله خير من الحياة. و (ثانيهما) - توقع النفع منه مع حياته أو الاستئناس به فأبطل (عليه السلام) ذلك بأن ما عوضك الله تعالى من الثواب على فقده خير لك من كل نفع توهمته أو قدرته في حياته. قوله: " فعاد إليه " يفهم منه استحباب المعاودة وتكرار التعزية
(١٥٥)