فاطلب لك يا أخي شيخا يسلك بك كما ذكرنا، وإلا فلا تطمع في دوام قيام الليل، وكيف يتخلص إلى حضرة ربه من سداه ولحمته شهوات ورعونات وعلل وأمراض باطنية في كل عبادة سلكها، فضلا عن المعاصي؟ هذا مما لا يكون عادة وتكونه القدرة، وقد كان سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه مع زهده في الدنيا لا بد له من غمز أعضائه كل ليلة ليستريح جسمه ويقوم ليتهجد بسرعة لأن البدن لا يستغرق في النوم إلا من شدة التعب.
وكان سيدي علي الخواص إذا نام يرفع رأسه على موضع عال ويقول: إن الرأس إذا كان على موضع عال نام كأنه مستيقظ، وكان أخي أفضل الدين يقرأ كل ليلة سورة الكهف ويقول إنها تخفف النوم، وقد جربت أنا ذلك فوجدت قلبي طول الليل كأنه مستيقظ.
وقد روى الإمام سنيد في تفسيره أن سورة الكهف كانت مكتوبة في لوح يدار به مع الحسين بن علي في كل بيت يكون فيه من بيوت زوجاته والله تعالى.
روى الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجة مرفوعا:
" " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم، إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلانا " ".
زاد في رواية لابن ماجة: " " لم يصب خيرا، فحلوا عقد الشيطان ولو بركعتين " ".
وقافية الرأس: مؤخره ومنه سمي آخر بيت الشعر قافية.
وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:
" " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل " ".
وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا:
" " ثلاثة يحبهم الله عز وجل ويضحك إليهم ويستبشر بهم، فذكر منهم،