أن يعطوه فلسا فلا يعطونه بل رأيت الفقراء وهم بفناء الكعبة يقولون للطائفين لأجل هذا البيت درهم أو خرقة نستر بها عورتنا أو كسرة نسد بها جوعتنا فلا يعطيهم أحد شيئا.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: من مر على سائل يسأل شيئا ولم يجل الله تعالى بإعطائه كل ما طلب فقال له إنسان إنك لا تحب الله تعالى فقد صدق، لأن من شرط المحب إجلال محبوبه. وكان يقول: إياكم أن تخرجوا إلى السوق بلا حاجة إلا أن يكون معكم شئ تعطونه لمن يسأل بالله على الطرقات لا سيما إن كان شريفا من أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ صادق يسير به في طريق أهل الله حتى يخرجه عن حب الدنيا ويجعلها لا تساوي عنده جناح بعوضة كما هي عند الله فهناك لا يبخل بشئ يسأل فيه ولو بلا قسم بأحد من أولياء الله فضلا عن الله عز وجل ومن لم يسلك على يد شيخ كما ذكرنا فلا يشم من العمل بهذا العهد رائحة ومن لازمه الإخلال بجانب التعظيم.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الطبراني مرفوعا ورجاله رجال الصحيح:
" " ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سأل بوجه الله ثم منع سائله إلا أن يسأل هجرا " ".
الهجر بضم الهاء وسكون الجيم: الأمر القبيح الذي لا يليق، وقيل السؤال القبيح بالكلام القبيح.
وروى أبو داود وغيره: " " لا يسأل بوجه الله إلا الجنة " ".
وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه وغيرهما مرفوعا:
" " من سأل بالله فأعطوه " ".
وروى النسائي وابن ماجة وغيرهما: " " ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بوجه الله فلا يعطى " ".
وروى الطبراني مرفوعا: " " ألا أخبركم عن الخضر؟ قالوا بلى يا رسول الله،