حضرات الإخلاص ويصير يستلذ بالعطية لمن يكتم أشد من لذته لمن يعترف بها ويشكر.
وقد كان أخي أفضل الدين رحمه الله صاحب مروءة ومال في الباطن وكان مشهورا بالفقر، فكان يجمع الزكوات من الناس جهرا ويخلط معها أكثر منها سرا ثم يفرقها على الفقراء والمساكين وبقية الأصناف، وإذا نسبوه إلى أنه اختلس من زكوات الناس شيئا لنفسه ولم يعط الناس منها إلا القليل ينشرح ويفرح ويقول الحمد لله الذي وفر علينا ما تفضل به علينا في الآخرة من الآجر ولم يضيعه في الدنيا بمدح الناس وشكرهم لنا، فاعلم أن من تعدى قريبه بالعطاء والهدايا والصدقات إلى الأجانب من غير عذر شرعي فهو مراء خالص وكذلك من تعدى جاره إلى الأباعد:
والله عليم حكيم.
روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" " من تصدق على زوج أو أيتام في حجره فله أجران: أجر الصدقة، وأجر القرابة " ".
وروى الترمذي والنسائي مرفوعا: " " الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة " ".
وروى الإمام أحمد والطبراني مرفوعا: " " أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح الذي يضمر عدواته في كشحه " ".
كشحه: وهو خصره، يعني أن أفضل الصدقة على ذو الرحم القاطع لرحمه المضمر العداوة في باطنه.
وفي رواية لابن خزيمة " " وعلى القريب " " بدل " " ذي الرحم " ".
وروى الطبراني مرفوعا: " " الصدقة على القرابة يضاعف أجرها مرتين " ".
وروى الطبراني مرفوعا: " " والذي بعثني بالحق لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته ويصرفها إلى غيرهم، والذي نفسي بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة " ".