وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي خلق فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله، وفي ستر الله حيا وميتا " ".
وفي رواية للبيهقي: " " ثم عمد إلى ثوبه الخلق فكساه مسكينا لم يزل في جوار الله، وفي ذمة الله، وفي كنف الله حيا وميتا، ما بقي من الثوب سلك " ".
قيل لعبد الله بن زحر من أي الثوبين؟ قال لا أدري.
وروى ابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي مرفوعا:
" " ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها، وما أذنب عبد ذنبا فندم عليه إلا كتب الله له مغفرته قبل أن يستغفره، وما اشترى عبد ثوبا بدينار أو نصف دينار فلبسه فحمد الله عليه إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نرغب نساءنا في ترك لبس الحرير تورعا لما ورد من عموم الأحاديث الآتية في الباب، وأيضا فإن زماننا قد ضاق عن مثل ذلك لقلة المكاسب على التجار فضلا عن الفقراء الذين يأكلون من صدقات الناس من الأوقاف والزكوات والافتقادات ونحو ذلك.
واعلم يا أخي أن كل من أمعن في التفتيش على المال الحلال لم يجد ثمن لبس الخيش لعياله فضلا عن الكتان، فضلا عن الحرير، فينبغي للفقير إذا طلبت امرأته ثوب حرير أو بخنق حرير أو منديل حرير أن لا يجيبها إلا إن وجد ثمن ذلك من وجه حل، فإن لم تصبر فليخيرها بين الإقامة على الفاقة وبين الفراق، كما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه حين ضاقت عليهن المعيشة امتحانا واختبارا لهن، لتظهر مراتبهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيعرف من يحبه منهن لله تعالى ومن يحبه لعلة الدنيا هذا شأن الصادقين وأما النصابون فلا يتوقفون على شئ يأخذونه من الولاة تارة بالسؤال وتارة بالقال والقيل وتارة بالحال، ولم يكن السلف الصالح هكذا إنما كانوا يلبسون الخليقات والمرقعات، فالعاقل من اتبعهم في ذلك.
وكانت زوجة سيدي عليا الخواص رحمه الله كلما تطلب شيئا من الثياب الفاخرة يقول