قال الحافظ المنذري ولم أقف لهذا الحديث على إسناد صحيح ولا حسن، ولا على ذكره في شئ من الأصول التي جمعها رزين. والله أعلم.
[وقال الأستاذ المحدث الشيخ محمود الرنكوسي أثناء قراءة هذا الكتاب أن كلام المنذري لا يعني أن غيره لم يقف على ذلك.
وفيما يلي بيان ذلك، وأن الحديث ضعيف يعمل به في فضائل الأعمال:
الحديث 8361 من الجامع الصغير: من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي أيوب.
تصحيح السيوطي: ضعيف الحديث 5271 من كنز العمال: من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي أيوب. وهذا غير رواية: " من زهد في الدنيا أربعين يوما وأخلص فيها العبادة أجرى الله على لسانه ينابيع الحكمة من قلبه "، أورده ابن الجوزي في الموضوعات كما سيأتي.
قال في الحديث 6193 في كنز العمال: من زهد في الدنيا أربعين يوما وأخلص فيها العبادة أجرى الله على لسانه ينابيع الحكمة من قلبه.
(عد) عن أبي موسى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال الذهبي في الميزان باطل وقال في كشف الخفاء تحت رقم 2361:
من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن أبي أيوب.
وقال في اللآلئ: رواه أحمد وغيره عن مكحول مرسلا بلفظ من أخلص لله أربعين يوما تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، وروى مسندا من حديث ابن عطية عن ثابت عن أنس بسند فيه يوسف ضعيف لا يحتج به انتهى.
ورواه القضاعي عن ابن عباس مرفوعا قال كأنه يريد بذلك من يحضر العشاء والفجر في جماعة قال ومن حضرها أربعين يوما يدرك التكبيرة الأولى كتب الله له براءتين براءة من النار وبراءة من النفاق.
ورواه أبو الشيخ في ثواب عن أنس بلفظ: من أدرك التكبيرة الأولى مع الإمام أربعين صباحا كتب الله له الحديث.
وروى ابن الجوزي في الموضوعات عن أبي موسى رفعه: ما من عبد يخلص لله أربعين يوما الحديث. والمشهور على الألسنة صباحا بدل يوما. وأورده الصغاني بلفظ: من أخلص لله أربعين صباحا نور الله تعالى قلبه وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. وقال أنه موضوع.
انتهى ما في كشف الخفاء.
دار الحديث] وروى الإمام أحمد والبيهقي مرفوعا:
قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة.
وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا:
" " إنما الأعمال بالنية " " وفي رواية: " " بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " ".
وروى ابن ماجة بإسناد حسن مرفوعا:
" " إنما يبعث الناس على نياتهم " " وفي رواية: " " إنما يحشر الناس على نياتهم " ".
وروى مسلم مرفوعا:
إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم.
روى الطبراني والبيهقي مرفوعا:
إذا كان آخر الزمن صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصا، وفرقة يعبدون الله رياء، وفرقة يعبدون الله تعالى ليستأكلوا به الناس، فيقول الله عز وجل للمخلصين اذهبوا بهم إلى الجنة، ويقول للآخرين امضوا بهم إلى النار.
وروى الحافظ أبو نعيم عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: من رأى نفسه من المخلصين كان من المرائين، ومن رأى نفسه من المرائين كان من المخلصين.
والأحاديث في ذلك كثيرة مشهورة وسيأتي في أوائل قسم المنهيات نبذة صالحة عما جاء في الرياء وعدم الإخلاص في العمل والعلم فراجعه. والله أعلم.