في حديث قال: " وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام، ففيها يجمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه " (1) فإنه بعد ثبوت نجاسة الطوائف الثلاث بما مر مستقصى جعل هذه الطائفة الخبيثة قرينة لهم يشعر أو يدل على كونهم نجسة، هذا مع التصريح بأنهم أنجس من الكلب الظاهر بمناسبة الحكم والموضوع في النجاسة الظاهرية، ومجرد جعلهم أنجس من الكلب لا يوجب رفع اليد عن الظاهر الحجة. ولا ينافي ذلك ما مر منا من الخدشة في الاستدلال عليها لنجاسة الطوائف الثلاث، لأن الاستدلال هناك كان لمقارنتهم مع النصاب، وقلنا إن صرف ذلك لا يدل على المطلوب، وهاهنا بعد ثبوت النجاسة للطوائف يستدل من المقارنة على أن المراد بتلك النجاسة هي النجاسة الظاهرة التي للطوائف والكلب بالدليل الخارجي، تأمل.
وأما الاستدلال لها برجوع إنكارهم فضائل أهل البيت الواردة من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله إلى تخطئته واعتقاد الغفلة والجهل بعواقب أمورهم في حقه صلى الله عليه وآله وهو كفر فغير تام صغرى وكبرى، لمنع عموم المدعى في جميع طبقاتهم، ومنع صيرورته موجبا للكفر والنجاسة سيما مع ذهاب بعض أصحابنا كابن الوليد إلى أن نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله أول مراتب الغلو، وظهور بعض الآيات والروايات في سهوه. وكيف كان لا ينبغي الاشكال في كفر الطائفتين ونجاستهما ثم إن المتيقن من الاجماع هو كفر النواصب والخوارج أي الطائفتين المعروفتين، وهم الذين نصبوا للأئمة عليهم السلام، أو بعنوان