نجد الشعور بها من أنفسنا فجاز ان يقال إن العامي عالم بجميع الدقائق وإن كان لا يجد من نفسه ذلك.
بل لما أقول وهو يحتاج إلى تمهيد أمور أحدها ان العلم قد يكون فعليا وقد يكون انفعاليا والعلم الفعلي قد يكون سببا للمعلول وقد يكون عين (1) المعلول حتى يكون وجود المعلول بعينه هو علم العلة به وبالجملة كان الوجود عين الشعور في العلة وفي المعلول فهذا أصل.
ثم الوجود قد علمت أنه مما يختلف بالشدة والضعف وغاية ضعف الوجود هو ان يكون من باب الهيولى وحركه والمقدار والعدد واسم العلم لا يقع الا على الوجود الذي هو من باب الصورة (2) لا الذي من باب المادة وما ينغمر فيها ويستغرق جوهره في غشاوتها وقد علمت منا أيضا ان الجسمية والامتداد المكاني أو الزماني أمور يتشابك فيها الوجود مع العدم والوحدة مع الكثرة والجمعية مع الفرقة وذلك الاشتباك يمنع عن الحضور الجمعي والشعوري ويكون مناط المجهولية فهذا أصل آخر.