لا الامر الخارجي الذي ربما لا يوجد في الخارج عند وجود الصورة ثم لا يخفى ان صوره السماء التي في الخيال أقوى من صوره الخردلة فيه واما على الثاني فالإضافة من الأمور التي لا توصف بقوة ولا ضعف ولا عظم ولا حقارة الا باعتبار ما أضيف إليه ثم قوله وأما إذا قوى تخيلنا امتنع علينا والحال هذه تخيل الشئ الحقير يناقض ما ذكره حيث (1) وصف الشئ المتخيل بالحقارة دون الخيال.
وأيضا الاستغراق في ادراك الشئ في الحقيقة يرجع إلى ضعف الادراك بالنسبة إلى وجود المدرك وغلبه وجود المدرك واستيلائه على القوة الادراكية فيقهرها عن الإحاطة به والاكتناه فليس الاستغراق في ادراك الشئ عبارة عن تسلط الادراك على المدرك بل تسلط المدرك على الادراك له.
وأيضا ما ذكره مشترك بين الادراك العقلي والادراك الخيالي فانا متى استغرقنا في تعقل شئ عظيم قوى الوجود عالي المرتبة رفيع السمك انقطعنا عن تعقل غيره ومن استغرق في جلال الله وعظمته امتنع عليه الالتفات إلى ذاته فضلا عن تعقل معقولات أخرى.
الحجة العاشرة قد سبق ان المدرك بجميع أصناف الادراكات لجميع المدركات شئ واحد في الانسان فنقول هذا المدرك اما ان يكون جسما من الأجسام بما هو جسم واما ان يكون قوه أو صفه قائمه بالجسم صوره أو عرضا واما ان يكون أمرا مفارقا عن الجسم غير قائم به والأول ظاهر البطلان لان الجسم من حيث هو جسم لا يمكن ان يكون مدركا لشئ كما بيناه مرارا من أنه ليس للجسم وجود وحداني وحضور جمعي يوجد له شئ أو يوجد هو لشئ.
وأيضا لو كان الجسم بما هو جسم مدركا لكان جميع الأجسام مدركه والثاني أيضا محال لان تلك القوة اما أن تكون قائمه بجميع اجزاء البدن أو قائمه ببعض أعضاء البدن دون بعض والأول باطل والا لكان كل جزء من اجزاء البدن مبصرا سامعا متخيلا متفكرا عاقلا وليس كذلك بالبداهة فان البصر لا يسمع واليد لا يتخيل والرجل