الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٣٠
وجود ادراكي صوري بلا مادة فتكون اما محسوسة إذا احتاجت في وجودها إلى نسبه وضعية لمظهرها ومرآه حضورها بالقياس إلى مادة واما متخيلة أو معقولة ان لم يكن كذلك.
فإذا تحقق ما ذكرناه وتبين وظهر ان النفس في أول الفطرة ليست شيئا من الأشياء الصورية بالمعنى الثاني ولا أيضا كانت مما قد حصل لها شئ من الصور الحسية أو الخيالية أو العقلية إذ وجود الشئ للشئ فرع على وجود ذلك الشئ في نفسه بنحو ذلك الوجود ان خارجا فخارجا وان حسيا فحسيا وان خياليا فخياليا وان عقلا فعقلا فهي حين حدوثها نهاية الصور الماديات وبداية الصور الادراكيات ووجودها حينئذ آخر القشور الجسمانية وأول اللبوب الروحانية.
فصل (2) في تحقيق (1) حدوث النفوس البشرية ما مر من الكلام يكفي لاثبات ان هذه النفوس حادثه بحدوث الأبدان إذ قد ظهر انها متجددة مستحيلة من أدنى الحالات الجوهرية إلى أعلاها ولو كانت (2) في ذاتها قديمه

(1) وجه الضبط في استيفاء الأقوال في الحدوث والقدم للنفس انه اما ان يقال بحدوث النفس أو بقدمها والقائل بالحدوث اما ان يقول بحدوثها قبل حدوث البدن تصحيحا للذر والعهد والميثاق واما ان يقول بحدوثها مع حدوثه وهو قول أكثر الحكماء والمتكلمين واما ان يقول بحدوثها بحدوثه بل حدوثها حدوثه وهو قول المصنف قدس سره والقائل بالقدم اما ان يقول بالقدم الذاتي وهو قول من يقول النفس هي الاله كما نقل الشيخ في الشفا وهو مذهب الغلاة تعالى عن ذلك واما ان يقول بالقدم الزماني والحدوث الذاتي فاما ان يقول بالقدم في هذه السلسلة العرضية كما يقول به التناسخية، واما ان يقول بالقدم في السلسلة الطولية والقائل الثاني اما ان يقول بقدمها بما هي نفوس جزئيه واما ان يقول بقدمها بما هي عقل كلي وهذا الاخر هو قول الفيلسوف الأعظم أفلاطون الإلهي س ره.
(2) ان قلت الأفلاك عند الفلاسفة قديمه ويلحقها النقص والقصور ولو من جهة الأوضاع المتجددة وعند المصنف قدس سره من جهة تجدد جواهرها أيضا.
قلت مع تسليم كونها قديمه عندهم لما ثبت تجرد النفس فكأنه قال لو كانت قديمه وهي مجرده لكانت كذا س ره.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست