وجود ادراكي صوري بلا مادة فتكون اما محسوسة إذا احتاجت في وجودها إلى نسبه وضعية لمظهرها ومرآه حضورها بالقياس إلى مادة واما متخيلة أو معقولة ان لم يكن كذلك.
فإذا تحقق ما ذكرناه وتبين وظهر ان النفس في أول الفطرة ليست شيئا من الأشياء الصورية بالمعنى الثاني ولا أيضا كانت مما قد حصل لها شئ من الصور الحسية أو الخيالية أو العقلية إذ وجود الشئ للشئ فرع على وجود ذلك الشئ في نفسه بنحو ذلك الوجود ان خارجا فخارجا وان حسيا فحسيا وان خياليا فخياليا وان عقلا فعقلا فهي حين حدوثها نهاية الصور الماديات وبداية الصور الادراكيات ووجودها حينئذ آخر القشور الجسمانية وأول اللبوب الروحانية.
فصل (2) في تحقيق (1) حدوث النفوس البشرية ما مر من الكلام يكفي لاثبات ان هذه النفوس حادثه بحدوث الأبدان إذ قد ظهر انها متجددة مستحيلة من أدنى الحالات الجوهرية إلى أعلاها ولو كانت (2) في ذاتها قديمه