إلى نشأة العقل يقتضى توحيد الكثير وليس تكثير الواحد ولا توحيد الكثير منحصرا فيما يتعلق بالمقادير والأجرام كما ذكره حتى يلزم كون النفوس متقدرة جرمية.
ومنها أيضا ما ذكره في ذلك الكتاب وهو انها لو كانت موجودة قبل الأبدان فلم يمنعها حجاب ولا شاغل عن عالم النور المحض ولا اتفاق ولا تغير في ذلك العالم فتكون كامله فتصرفها في البدن يقع ضائعا ثم لا أولوية لتخصيص بعضها ببدن والاتفاقات انما هي في عالم الأجسام وليس في عالم النور المحض اتفاق يخصص ذلك الطرف وما يقال:
ان المتصرفات في الأبدان يسنح لها حال موجب لسقوطها عن مراتبها كلام باطل إذ لا تجدد فيما ليس في عالم الحركات والتعلقات.
أقول قد ذكرنا في تعاليقنا على حكمه الاشراق جوابا عن هذه الحجة ان للنفوس (1) كينونه في عالم العقل وكينونة في عالم الطبيعة والحس وكينونتها هناك تخالف كينونتها هاهنا وهي وان كانت هناك صافيه نقيه غير محتجبة ولا ممنوعه عن كمالها العقلي النوعي ولكن (2) قد بقي لها كثير من الخيرات التي لا يمكن تحصيلها الا