يقتضى حضورهما لا ادراكهما إذ لا يجب ان يكون كل حاضر متصرف فيه مدركا.
وعن الثاني ان الشئ الواحد يمكن ان يكون مدركا ومتصرفا من وجهين مختلفين أحدهما بحسب ذاته والاخر (1) بحسب آلته أو كلاهما بحسب آلتين.
وموضع تصرف هذه القوة هو الجزء الأول من التجويف الأوسط وهي قوه للوهم، وبتوسطه للعقل.
واما القوة الوهمية فقد احتجوا على مغايرتها بان قالوا انا نحكم على المحسوسات بأمور لا يحس بها ولا صوره لها في المواد وهي اما أمور ليس من شانها ان يحس بها كالعداوة التي يدركها الشاه من الذئب والمحبة التي تدركها السخلة من أمها واما أمور يمكن ان يحس بها كما إذا رأينا (2) شيئا اصفر حكمنا بأنه عسل وحلو فان ذلك لا يؤدى إليه الحس في هذا الوقت فالقوة التي تدرك هذه الأمور هي الوهم لكن يدرك القسم الأول أعني المعاني المتعلقة بالجزئيات بذاته والقسم الثاني أعني الصور الغير الموجودة باستخدام المصورة ولا يجوز ان يكون شيئا من القوى المذكورة إذ ادراكاتها مقصورة على الصور المحسوسة وهذا يدرك المعاني فهي اذن قوه أخرى وموضع تصرف (3) الوهم الدماغ كله لكن الأخص به هو التجويف الأوسط.
واعلم أن الوهم عندنا وإن كان غير القوى التي ذكرت الا انه ليس له ذات