وأيضا فلان الانسان إذا تكلم حدث في الهواء ذلك التموج (1) فان تأدى ذلك بالكلية إلى شخص وجب ان لا يسمع غيره ذلك الكلام إذ ليس هناك الا ذلك التموج الواحد وان لم يتأد إليه بل تأدى إلى سمع كل واحد بعضه وجب ان لا يسمع أحد منهم ذلك الكلام بتمامه.
وقد أجابوا عن الأول بان الحائل الذي لا منفذ فيه أصلا فإنه يمنع من السماع البتة لأنه كلما كانت المنافذ أقل كان السمع أضعف فوجب إذا لا يوجد المنافذ أصلا ان لا يوجد السمع.
وعن الثاني بان الحروف انما يتكون باطلاق الهواء بعد حبسه على وجه مخصوص فيكون التمويج الفاعل للحرف ليس مخصوصا بكل الهواء دون اجزائه بل هو حاصل في واحد واحد من اجزائه فأي جزء وصل حصل الشعور بما يقبله من الصوت هذا ما ذكروه.
أقول عندي ان الحال في كيفية التأدية ليس كما حصلوه فان كون كل جزء من اجزاء الهواء المتوسط بين السامع وذي الصوت مكيفا بكيفية الحروف والكلمات مع بساطه (2) الهواء وتشابه اجزائها في غاية البعد بل إنه غير صحيح والا لتكرر