وأيضا ان أريد بالادراك المأخوذ في حد الحياة الاحساس فقط يمكن ان يتناول الفلك إذ ليس من شرط معنى الاحساس انفعال الاله بل لو تحقق احضار صوره جزئيه للقوة الحساسة من غير انفعال وقع لاله الحس لكان الاحساس حاصلا بالحقيقة كما يقع في الحس المشترك حضور صوره محسوسة في النوم أو في اليقظة كما للمبرسمين فيشاهدها النفس من غير تأثر الحاسة هناك فعلم أن حقيقة الاحساس هي حضور الصورة الجزئية لا تأثر الاله بها ولا انطباع الصورة فيها كيف ونحن ذاهبون إلى أن الابصار عندنا ليس الا بانشاء النفس صوره أخرى غير التي في المادة الخارجية وهي مماثلته إياها معلقة لا في محل وهكذا حال الأفلاك في كونها حساسة من حيث إن حساسيتها بضرب من الفعل لا بضرب من الانفعال.
لكن مع هذا ليس لقائل ان يقول لم لا يجوز ان يقال إن الحياة بعينها هذا الكمال وهي الامر الذي يصدر عنه ما ينسبونه إلى النفس فما الحاجة إلى أن يثبتوا نفسا فتكون الحياة هي مبدء الأفاعيل.
لأنا نقول في دفع ما ذكره انا أقمنا الحجة على أنه لما تخصص بعض الأجسام بهذه الآثار دون البعض فليس بدء من أن يكون صدور هذه الآثار بقوى أخرى مخصوصة غير الجسمية المشتركة فالمعنى بالحياة اما ان يكون تلك المبادئ أو كون الجسم ذا تلك المبادئ أو كون الجسم بحيث يصح ان يصدر عنه هذه الآثار.
الأول تسليم لما كنا بصدده فان سمى أحد هذا المبدأ الذي سميناه نفسا باسم الحياة فلا مناقشة لنا معه إذ لم يكن خالفنا الا بشئ لا يعتد به وهو اللفظ.
والثاني باطل لأنه ليس المفهوم من كون الجسم ذا مبدء هو المفهوم من ذلك المبدء.
والثالث أيضا غير صحيح فإنه ليس المفهوم من هذا الكون ومن النفس أو الحي من حيث هو حي شيئا واحدا وذلك لان المفهوم من هذا الكون المذكور (1) لا يأبى ان يسبقه