وجوده حياته كالموجود الأول وما يتلوه من العقول والنفوس والحياة ليس ما به يكون الحي بالذات حيا إذ من المحال ان يصير الشئ بهذا الكون ذا هذا الكون بل حياه الشئ نفس حييته كما أن الوجود ليس ما به يصير الموجود موجودا لاستحالة ان يصير الشئ بهذا الوجود ذا هذا الوجود كما علمت في باب الوجود والمضاف والأين والعقل ونظائرها فان المضاف بالذات نفس الإضافة فالأين لا يحتاج إلى أين آخر والصورة العقلية وجودها وعقليتها شئ واحد فصل (2) في ماهية النفس المطلقة وإذ قد فرغنا من حد النفس بما هي نفس بحسب المفهوم الأسمى الإضافي فجدير بنا ان نشتغل بتعريف ماهياتها ونتفحص انه هل لها حقيقة أخرى غير كونها كمالا للجسم وذلك لأنا إذا قلنا إنها كمال لم يعلم من ذلك بعد انها جوهر أو ليست بجوهر فان معنى الكمال الشئ الذي بوجوده يصير النوع نوعا فالنفس شئ يصير الحيوان حيوانا والنبات نباتا وهذا لا يعلم منه انها بعد جوهر أو عرض فان كثيرا من الكمالات هي في موضوع كالسواد والكتابة وغيرها فإنها كمالات أولية للمركب منها ومن الموضوع السواد للأسود بما هو اسود والكتابة للكاتب بما هو كاتب.
فان قلت أليس هذا الشئ (1) موجودا في المركب والمركب لا في الموضوع فهو موجود لا في موضوع بل فيما لا يستغنى ذاته (2) عن ذلك الشئ. قلنا كون الشئ؟
جزءا لما لا يكون وجوده في موضوع لو فرض ان له وجودا