الكواكب (1) سيما الشمس في التلطيف والتعديل لتصير باكتسابها نضجا واعتدالا مادة للأغذية والأقوات وقوة منفعلة لتوليد الكائنات مهيأة لقبول النشوء والحياة (2) بصور يترتب عليها آثار الحكمة والعناية كالحيوان والنبات بعد ايفاء الطبيعة حقوق ما تقدم عليها من سائر المركبات وقواها وقد مر السبب اللمي في كون الأخس قابلا لما هو أشرف إذ الممكن لم يخلق هباءا وعبثا بل لان يكون عائدا إلى غايته الأصلية، فالعناصر انما خلقت لقبول الحياة والروح.
فأول ما قبلت من آثار الحياة (3) حياه التغذية والنشوء والنماء والتوليد ثم حياة الحس وحركه ثم حياه العلم والتمييز ولكل من هذه الأنواع من الحياة صوره كمالية يفيض بها على المادة آثار تلك الحياة بقواها الخادمة إياها تسمى تلك الصورة نفسا أدناها النفس النباتية وأوسطها النفس الحيوانية وأشرفها النفس الناطقة ولهذه الثلاثة معنى مشترك ذاتي وحد جامع ونحن نريد ان نذكر في هذا الفصل