البعيد بحاله أخرى اما ان يبطل ويضمحل نوعه وجوهره الذي به كان مادة للنفس أو يخلف (1) النفس فيها صوره يستبقى المادة على طبيعتها وكيفية هذا الاستخلاف لا يخلو عن صعوبة فان تلك الصورة لو كانت من فعل النفس فتزول بزوالها وان لم تكن من فعلها وكانت المادة متحصلة بصوره أخرى غير النفس فلم تكن النفس جوهرا محصلا لما فرض مادة لها ولعلنا بينا وجه تخلف تلك الصورة من النفس كما في العظم والشعر والظفر والقرن وغير ذلك من آثار النفوس الحيوانية والنباتية ولست الان بصدد الخوض في ذلك والذي هو أحوج إلى الحل في هذا الموضع اشكال آخر يختلج في صدور أكثر المشتغلين بالفكر في أحوال النفوس وهو ان لاحد ان يقول إن سلمنا ان النفس النباتية علة لقوام مادتها القريبة لكونها مفيدة لمزاجها (2) وجامعه لأجزائها واما النفس الحيوانية فهي تلحق النباتية بعد تقويم المادة بجوهر نفساني هي العلة القريبة لقوام مادتها فيلزمها اتباع هذه النفس الحيوانية فتكون النفس الحيوانية انما تنطبع في مادة متقومة بالنفس النباتية فتكون الحيوانية تقو بالموضوع المتحصل قبلها لا بها فيكون وجودها وجود عرض (3) فنقول في الجواب انه اما ان يعنى بالنفس النباتية النفس النوعية التي تختص بالنبات
(٤٩)