الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٤٩
البعيد بحاله أخرى اما ان يبطل ويضمحل نوعه وجوهره الذي به كان مادة للنفس أو يخلف (1) النفس فيها صوره يستبقى المادة على طبيعتها وكيفية هذا الاستخلاف لا يخلو عن صعوبة فان تلك الصورة لو كانت من فعل النفس فتزول بزوالها وان لم تكن من فعلها وكانت المادة متحصلة بصوره أخرى غير النفس فلم تكن النفس جوهرا محصلا لما فرض مادة لها ولعلنا بينا وجه تخلف تلك الصورة من النفس كما في العظم والشعر والظفر والقرن وغير ذلك من آثار النفوس الحيوانية والنباتية ولست الان بصدد الخوض في ذلك والذي هو أحوج إلى الحل في هذا الموضع اشكال آخر يختلج في صدور أكثر المشتغلين بالفكر في أحوال النفوس وهو ان لاحد ان يقول إن سلمنا ان النفس النباتية علة لقوام مادتها القريبة لكونها مفيدة لمزاجها (2) وجامعه لأجزائها واما النفس الحيوانية فهي تلحق النباتية بعد تقويم المادة بجوهر نفساني هي العلة القريبة لقوام مادتها فيلزمها اتباع هذه النفس الحيوانية فتكون النفس الحيوانية انما تنطبع في مادة متقومة بالنفس النباتية فتكون الحيوانية تقو بالموضوع المتحصل قبلها لا بها فيكون وجودها وجود عرض (3) فنقول في الجواب انه اما ان يعنى بالنفس النباتية النفس النوعية التي تختص بالنبات

(1) هذا هو الحق ولولا هذه الخليفة لما كان لزيارات أهل القبور وجه ومتى ضعف الاستخلاف هنا قوى الاحياء في الآخرة وهذا كيفية احياء العظم الرميم والعظم متى اشتدت رميميته قويت حياته على عكس ما يتوهمه العوام والكفرة السائلون بقولهم كيف يحيى العظام وهي رميم س ره (2) هذا الاشكال انما هو على تقدير ان يكون المزاج المتعلق به النفس النباتية بعينه المزاج المتعلق به النفس الحيوانية وأما إذا كانا متغايرين فكل مقوم لشئ ويرشدك إليه قوله قده فيما مر ان المادة القريبة لوجود هذه النفوس انما هي بمزاج خاص وهياه س ره.
(3) أقول قد مر ان خصوصية المزاج من تتمه المادة ولا شك ان المزاج الخاص الذي يستحق المادة النفس الحيوانية محفوظ بالنفس الحيوانية كما مر أيضا وإذا كان الامر كذلك فكيف تكون لحوق النفس الحيوانية للمادة بعد تحصلها لجوهر نفساني بل العلة القريبة لقوام مادتها حتى يلزم ان يكون وجود النفس الحيوانية وجود عرض فتدبر ل ره.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست