المنى (1) ليس في ذاته جوهرا (2) تام الجوهرية في تحصله النوعي وفي صورته الطبيعية كسائر الجواهر المعدنية وغيرها ولذلك لا يبقى على ما هو عليه ساعة كسائر الرطوبات الفضلية فحكمه حكم المادة الأولى في قصور تجوهرها عن التمام الا بما ينضاف إليها من الصور فيصير بها شيئا نوعيا يتحد بها وينقلب إليها.
واما ما ذكره الخطيب الرازي في المباحث قائلا ان المنى مختلف الاجزاء بحجه زعم أنها أقوى من الأدلة المذكورة وهي ان المنى لا شك انه الفضل الهضم الأخير وذلك انما يكون عند نضج الدم وصيرورته مستعدا استعدادا تاما لان يصير جواهر الأعضاء ولذلك كان الضعف الذي يحصل عقيب استفراغ المنى أزيد من الضعف الذي يحصل من استفراغ عشر مرات من الدم مثله فإنه يورث الضعف في جوهر الأعضاء الأصلية وإذا كان كذلك كان المنى مركبا من اجزاء كل واحد منها قريب (3) الاستعداد من أن يصير عضوا مخصوصا وذلك يقتضى ان لا يكون المنى متشابه المزاج بل متشابه الامتزاج انتهى.
أقول وهذه الحجة أيضا ضعيفه من وجوه