وهوياتها فشئ لم يذهب إليه الشيخ واتباعه فاستمع لما يتلى عليك من عالم الاسرار بشرط صونها عن الأغيار.
فصل (4) في بيان ان النفس كل القوى بمعنى ان المدرك بجميع الادراكات المنسوبة إلى القوى الانسانية هي النفس الناطقة وهي أيضا المحركة (1) لجميع التحريكات الصادرة عن القوى المحركة الحيوانية والنباتية والطبيعية وهذا مطلب شريف وعليه براهين كثيره بعضها من جهة الادراك وبعضها من جهة التحريك والتي من جهة الادراك نذكر منها ثلاثة:
البرهان الأول من ناحية المعلوم انه يمكننا ان نحكم على شئ بأحكام المحسوسات والموهومات والمعقولات فنقول مثلا ان الذي له لون كذا له طعم كذا وما له صوت كذا له رائحة كذا والحاكم بين الشيئين لا بد وان يحضرهما والمصدق لا بد له من تصور الطرفين فلا بد لنا من قوه واحده ندرك لكل المحسوسات الظاهرة حتى يمكننا الحكم بان هذا اللون هو هذا المطعوم وان الذي له الصوت الفلاني له الرائحة الفلانية وكذا إذا تخيلنا صوره ثم أدركناه بالبصر نحكم بان تلك الصورة هي صوره زيد المحسوس مثلا فلا بد من قوه واحده مدركه للصورة الخيالية والصورة المحسوسة حتى يمكننا الحكم بان هذه الصورة الخيالية مطابقه لهذا المحسوس فان القاضي بين الشيئين لا بد وان يحضره المقضى عليهما وكذا إذا أدركنا عداوة زيد وصداقة عمرو فقد اجتمع