بل بالتولد ومع ذلك يكون مزاج كثير مما يتكون بهذا الوجه أقوى من الذي يتكون بطريق التوالد فعلى هذا يجوز ان يكون مزاج ما يورده القوة الغاذية من البدل أقوى واحكم من مزاج ما ينقص بالتحليل من المبدل منه فلم يقم حجه على ضرورة الموت.
فهذه هي وجوه ثلاثة ذكروها في ضرورة الموت مع ما يقدح لها وقد أشار الشيخ إلى هذه الوجوه الثلاثة في كليات القانون بقوله ثم يجب ان يعلم أن الحرارة بعد سن الوقوف يأخذ في الانتقاص لانتشاف الهواء المحيط بمادتها التي هي الرطوبة ومعاونه الحرارة الغريزية من داخل ومعاضده الحركات البدنية والنفسانية الضرورية في المعيشة وعجز الطبيعة عن مقاومة ذلك دائما فان جميع القوى الجسمانية متناهية كما برهن عليه في العلم الطبيعي فلا يكون فعلها في الايراد دائما ولو كانت هذه القوة غير متناهية وكانت دائمه الايراد لبدل ما يتحلل على السواء لا بمقدار واحد لكن لما كان التحلل ليس بمقدار واحد بل يزداد دائما كل يوم لما كان البدل تقاوم المتحلل ولكان التحلل يفنى الرطوبة فكيف والأمران متظاهران على تهيأة النقصان والتراجع وإذا كان كذلك فواجب ضرورة ان تفنى المادة فتنطفي الحرارة وخصوصا إذ يعين على اطفائها بسبب عوز المادة سبب آخر وهي الرطوبة الغريبة التي تحدث دائما لعدم الهضم فتعين على انطفائها من وجهين أحدهما بالخبو والغمر والاخر لمضادة الكيفية لان تلك الكيفية بلغمية باردة وهذا هو الموت الطبيعي انتهى فقوله ثم يجب ان يعلم إلى قوله ومعاضده الحركات البدنية والنفسانية الضرورية في المعيشة إشارة إلى الوجه الثاني وقوله وعجز الطبيعة إلى قوله فلا يكون فعلها في الايراد دائما إشارة إلى الوجه الأول وقوله ولو كانت هذه القوة إلى قوله وخصوصا إذ يعين على اطفائها إلى آخر الكلام إشارة (1) إلى ثالث الوجوه الثلاثة.
الوجه الرابع انه لو بقيت اشخاص الناس بلا نهاية لكان القوم الذين سبقونا