واما المعتبرون امر الحياة في سلوك معرفه النفس فمن قال إن النفس حرارة غريزية فالحار الغريزي قد ثبت انها جوهر سماوي منبعث في البدن عن النفس وتفعل النفس به الافعال الطبيعية والنباتية والحيوانية وهذا الجوهر الحار هو الروح الحيواني وهو عندنا بسيط (1) غير مركب من الأسطقسات وقد مر انه خليفة النفس ومتصل بها.
ومن قال إنها برودة فلعله تجوز بها عن كيفية حالها وعلمها اليقيني أو راحه البدن بها وسلامته عن الآفات ما دامت النفس حافظه للمزاج.
واما من قال إنها الدم فالدم لكونه مركب الروح البخاري وهو يجرى في كل البدن وبتوسطه تسرى الحياة في الأعضاء فأطلق اسم النفس عليه اما من باب الاشتراك أو التجوز واطلاق النفس على الدم شائع في هذا الزمان أيضا.
واما من قال إن النفس تأليف أراد به المؤلف بالكسر لأنها يؤلف بين عناصر البدن واجزائها على نسبه وفقيه فيها أحدية الجمع أو أراد به المؤلف بالفتح لان جوهرها مؤلف من معان وصفات على نسبه معنوية شريفة نورية ينشأ (2) منها النسبة الاعتدالية