الموت بالبرهان والقرآن وهو رحمه من الله لأوليائه وتحفه للمؤمن فلأجل ذلك يتمنى أولياء الله الموت كما قال تعالى توبيخا لمن ظن أنه منهم بغير حق قل يا أيها الذين هادوا ان زعمتم انكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين وحق للنفوس البشرية وغيرها تمنى الموت طبعا فإنها كالصناع والأبدان والأجساد كالدكاكين والأعضاء وقواها كالآلات والأدوات وانما يجتهد الصانع في دكانه لأجل غرض فإذا تم غرضه وبلغ أمنيته ترك دكانه ورمى من يده أدواته واستراح من العمل وهكذا النفوس إذا أحكمت ما يراد منها بكسوتها مع الجسد وخرجت كل فيما خلق من القوة إلى الفعل اشتغلت بذاتها وكان هذا الجسد وبالا عليها ومانعا من الخروج إلى منازلها ومعادنها فان لها معادن كمعادن الذهب والفضة كما ورد في الحديث فاذن الموت حكمة ورحمة من الله تعالى كما قال تعالى ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وقال شيخ الأنبياء إبراهيم الخليل على نبينا وعليه السلام والذي يميتني ثم يحيين.
فصل (7) في تحقيق الكلام في القوة المصورة ولنقدم ما قيل فيها ثم نعقب ذلك بذكر ما هو الحق ولا نستحي منه.
قال أفضل المتأخرين والمصورة عندي باطله لامتناع صدور هذه الأفاعيل عن قوه عديمه الشعور.
وقد أشرنا إلى كيفية شعور القوى بذاتها وبما يصدر عن ذاتها.
وقال بعض من سبق (1) عليه ان هذه الأفاعيل وما يجرى مجراها مما ينسب إلى القوى النباتية صادره عن الملائكة.