الطبائع المتضادة فقد علم من هذا الجواب ان التعويل على مجرد وجوب التناهي في القوى الجسمانية غير صحيح فلننظر إلى حال التعويل على كون البدن مركبا من الأسطقسات ولنحقق ما في هذا الوجه.
فنقول الوجه (1) الثاني ان الشيخ ذكر في القانون ان الرطوبة الغريزية بعد سن الوقوف لا بد وان تأخذ في الانتقاص المتأدي إلى الانحلال بالكلية وذلك لاستيلاء الحرارة على الرطوبة الغريزية بالتحليل ومتى انحلت الرطوبة فلا بد من انطفاء الحرارة الغريزية فحينئذ يحصل الموت.
وانما قلنا إن الرطوبة لا بد وان يأخذ في الانتقاص لأمور ثلاثة:
أحدها استيلاء الهواء المحيط بها وهي لحرارتها يفنى الرطوبة وثانيها معاونه الحرارة الغريزية من داخل على ذلك وثالثها معاضدة الحركات البدنية والنفسانية.
فان قيل لم لا يجوز ان تورد الغاذية بدل ما يتحلل من الرطوبات.
قلنا هب ان هذه القوة تورد في سن الكهولة مثل ما كانت تورد في سن الشباب الا ان المتحلل وقت الكهولة أكثر من المتحلل وقت الشباب وإذا كان كذلك لم يكن ما تورده الغاذية في هذا الوقت مساويا لما يتحلل بل أقل منه فلا جرم ينتهى إلى النقصان وذلك يؤدى إلى الفساد والبطلان والحاصل انه كلما كان السن أكبر كان تأثير المجففات الثلاثة أكثر فكان الجفاف أكثر وكانت الحرارة أقل فكان ضعف الغاذية أكثر واستمرار ذلك مما يؤدى إلى الانقطاع فيعرض الموت.
ويمكن ان يعود السائل ويقول إن مقدار التحلل كان في زمان الشباب مساويا لمقدار الوارد في وقت الشباب فإن لم يكن مساويا له في وقت الكهولة لكان اما لان