في نشأة البدن وهي متحدة عندما كانت في النفس كاتحاد الحواس الخمس في الحس المشترك واتحاد المدارك كلها في العقل النظري وكاتحاد القوى المحركة النباتية كالجذب والدفع وغيرها في القوة النباتية واتحاد جميع القوى المحركة المبثوثة في الأعضاء في القوة الباعثة الحيوانية والعقل العملي في الانسان فصل (15) في اثبات القوة الحيوانية للانسان اعلم أن كل طبيعة لنوع من أنواع الموجودات ما لم يستكمل شرائط النوع الأخس الأنقص الذي دونها ولم يستوف قواه ولوازمها لم تتخط به إلى النوع الأشرف الأتم وهذه قاعدة كليه (1) برهانية ذكرها الشيخ في بعض كتبه ويستفاد من كتب المعلم الأول فالطبيعة التي بلغت إلى حد الانسانية والنفس الناطقة لا بد من استيفائها لجميع الشرائط الحيوانية أصولها وفروعها حتى يبلغ إلى مقام الناطقة فاذن لا بد في الانسان من وجود القوة الحيوانية لكن لا على وجه التفصيل والتحصيل بان يكون في الانسان قوه حيوانية بالفعل وقوة أخرى انسانية بل على الوجه الذي حققناه في الفلك من كون نفسه العقلية هي بعينها نفسه المنطبعة لا تغاير بينهما بالعدد بل بالمعنى والأثر فالقوة الناطقة فينا بعينها هي القوة الحيوانية التي بلغت حد الناطقة كما قد كررنا الإشارة إليه والمراد بها القوة التي بها يستعد الأعضاء لقبول قوى الحس والحركة.
واعلم (2) ان الشيخ لم يتعرض لهذه القوة في كتبه الحكمية كالشفا والنجاة وغيرهما ولكنها أثبتها في القانون.