مستعمله قبل وجود ذي الاله وهذا من المحالات (1) عند المتدرب في صناعة الحكمة فالقوة النباتية من شعب القوة الحيوانية غير متحصلة الا بها كما أن الحيوانية حقيقة غير متحصلة فيما له جوهر نطقي الا بالجوهر النطقي وستعلم ان لكل بدن منا نفسا واحده وان سائر القوى معلوله لها منشعبة منها في الأعضاء هذا على ما اشتهر عند أئمة الحكمة من المتأخرين.
واما الذي استقر عليه اعتقادنا فهو ان النفس (2) كل القوى وهي مجمعها الوحداني ومبدئها وغايتها وهكذا الحال في كل قوه عاليه بالنسبة إلى ما تحتها من القوى التي تستخدمها وإن كان استخدامها بالتقديم والتأخير فهذه القوى متقدمة بعضها على بعض وكل ما هو أقدم بالزمان فهو آخر بالرتبة والشرف فالنفس التي لنا أو لكل حيوان فهي جامعه لأسطقسات بدنه ومؤلفها ومركبها على وجه يصلح لان يكون بدنا لها وهي أيضا التي تغذيه وتنميه وتكلمه شخصا بالتغذية ونوعا بالتوليد وتحفظ صحته عليه وتدفع مرضه عنه وترده على مزاجه الصحيح الذي كان به صلاحه إذا فسد وتديمه على النظام الذي ينبغي فلا يستولي عليه المغيرات الخارجية ما دامت النفس موجودة فيه ولولا أن النفس كما انها مبدءا للأفاعيل (3) الادراكية والحيوانية مبدءا للأفاعيل النباتية