ليست (1) صفه قائمه بهذا الشخص وعلى تقدير قيامها به كانت محسوسة كوجوده ووحدته، فان وجود الجسم الشخصي عين جسميته ووحدته عين اتصاله وكان ادراك عداوته كادراك وجوده ووحدته فكان ادراكه حينئذ بالحس لا بالوهم وبالجملة (2) كل معنى معقول كلي إذا وجد في الاشخاص الجزئية فوجوده فيها اما باعتبار ان الذهن ينتزع منها ذلك المعنى كالعلية والمعلولية والتقدم والتأخر وسائر الإضافات كالأبوة والبنوة وغيرها واما باعتبار ان لها صوره في تلك الاشخاص كالسواد والرائحة والطعم فادراك القسم الأول اما بالعقل الصرف وذلك إذا كان ادراكها مع قطع النظر عن متعلقاتها واما بالوهم إذا أدركت متعلقه بشخص معين أو اشخاص معينه وادراك القسم الثاني بشئ من الحواس أو بالخيال فالعداوة مثلا من قبيل القسم الأول وان كانت متعلقه بخصوصية فهي امر كلي مضاف إلى تلك الخصوصية وليس لها قيام بالأجسام وادراكها بالوهم لا بالحس فالوهم يدرك الكلى المقيد بقيد جزئي.
واما القوة الحافظة فهي خزانة عندهم للوهم اختزنت فيها صور مدركاته كما أن الخيال خزانة للحس المشترك وقد يسمى أيضا ذاكرة ومسترجعة لكونها قويه على استعادتها وهذه الاستعادة تارة تكون من الصورة إلى المعنى وذلك إذا اقبل الوهم مستعينا بالمتخيلة ليستعرض الصور الموجودة في الخيال إلى أن عرضت له الصور التي أدرك معها ذلك المعنى وحينئذ يلوح ذلك المعنى المحفوظ في الخزانة وتارة تكون المصير من المعنى إلى الصورة اما باستعراض المعاني التي في الحافظة إلى أن عرض له المعنى الذي أدرك معه الصورة التي تطلب وان تعذرت من هذه الجهة لانمحاء الصورة عن الخيال بالنسيان أو لمانع آخر فيحتاج إلى احساس جديد فحينئذ يورد الحس الظاهر تلك