ومع ذلك لا يلزم من ذلك قدم النفس بما هي نفس لأنها غير بسيطه الحقيقة وكذا كل ما يوجد في الزمان وحركه كالطبائع الصورية وغيرها والله ولى الانعام فصل (4) في أن النفس لا تفسد بفساد البدن استدلت الحكماء عليه كما قرره الشيخ وغيره بان النفس يجب حدوثها عند حدوث البدن فلا يخلو اما ان يكونا معا في الوجود أو لأحدهما تقدم على الاخر، فان كانا معا فلا يخلو اما ان يكونا معا في الماهية أو لا في الماهية والأول باطل والا لكانت النفس والبدن مضافين لكنهما جوهران هذا خلف وان كانت المعية في الوجود فقط من غير أن يكون لأحدهما حاجه إلى الاخر فعدم كل منهما يوجب عدم تلك المعية لها ولا يوجب عدم الاخر واما ان يكون لأحدهما حاجه إلى الاخر في الوجود فلا يخلو اما ان يكون المتقدم هو النفس أو البدن فإن كان المتقدم في الوجود هو النفس فذلك التقدم اما ان يكون زمانيا (1) أو ذاتيا والأول باطل لما ثبت ان النفس ليست موجودة قبل البدن واما الثاني فباطل أيضا لان كل موجود يكون وجوده معلول شئ كان عدمه معلول عدم ذلك الشئ إذ لو انعدم ذلك المعلول مع بقاء العلة لم تكن العلة كافيه في ايجابه فلم تكن العلة علة بل جزءا من العلة هذا خلف فاذن لو كان البدن معلولا للنفس لامتنع عدم البدن الا لعدم النفس والتالي باطل لان البدن قد ينعدم لأسباب آخر مثل سوء المزاج أو سوء التركيب أو تفرق الاتصال فبطل ان يكون النفس علة للبدن وباطل أيضا ان يكون البدن علة للنفس لان العلل أربع ومحال ان يكون فاعلا لها فإنه لا يخلو اما ان يكون علة فاعليه لوجود النفس بمجرد جسميته أو لأمر زائد على جسميته والأول باطل والا لكان كل جسم كذلك والثاني أيضا باطل اما أولا فلما ثبت ان الصورة المادية انما
(٣٨٠)