ان يصير مستعدا لقبول نفس أكمل يصدر عنها مع حفظ المادة الافعال النباتية فيتكامل المادة بتربيتها إياها وهكذا إلى أن يستعد لقبول نفس أكمل يصدر عنها مع ما تقدم الافعال الحيوانية أيضا فيتم البدن ويتكامل إلى أن يصير مستعدا لقبول نفس ناطقة يصدر عنها مع جميع ما تقدم النطق وتبقى مدبره للبدن إلى أن يحل الاجل وقد (1) شبهوا تلك القوى في أفاعيلها من مبدء حدوثها إلى استكمالها نفسا مجرده بحرارة تحدث في فحم من نار مشتعلة تجاوره ثم تشتد الحرارة النارية في الفحم فيتجمر ثم يشتعل نارا فمبدء الحرارة الحادثة في الفحم كتلك الصورة الحافظة واشتدادها كمبدء الافعال النباتية وتجمرها كمبدء الافعال الحيوانية واشتعالها نارا كالناطقة فجميع هذه القوى كشئ واحد متوجه من حد ما من النقصان إلى حد ما من الكمال واسم النفس واقع منها على الثلاث الأخيرة فهي على اختلاف مراتبها نفس لبدن المولود ويتبين ان الجامع للاجزاء الغذائية الواقعة في المنيين هو نفس الأبوين وهو غير حافظها والجامع للاجزاء المضافة إليها إلى أن يتم البدن إلى آخر العمر والحافظ للمزاج هو نفس المولود وقول الشيخ انهما واحد لهذا الاعتبار وقوله ان الجامع غير الحافظ بالاعتبار الأول انتهى.
أقول ما ذكره كلام متين الا ان فيه اشكالا لا ينحسم ولا ينتقح الا بطريقتنا من اثبات