الا باله جزئيه واما ثانيا فلان هذا الحكم قد يقع من الحيوانات التي لا عقل لها إذ لولا ذلك لتعذرت عليها الحياة ولو لم يكن الشم والشكل دالا لها على الصورة المطلوبة لم تطلبها أو على الصورة المهروب عنها لم تهرب عنها فظهر ان للمحسوسات الظاهرة اجتماعا في قوه جزئيه ادراكية وليس شئ من الحواس الظاهرة كذلك فلا بد من مدرك باطني جزئي وهو المسمى بالحس المشترك.
وهذه الحجة (1) لا يخلو عن ضعف إذ العقل في الانسان والوهم في الحيوان جامع لجميع القوى المدركة وغيرها وهو الحاكم على مدركاتها والمستعمل للجميع فيكفي للحكم بان هذا الأبيض هذا الحلو إذا أبصر بياض السكر ببصره وادراك حلاوته بذوقه.
وأيضا إذا عقلنا الانسان (21) الكلى ثم شاهدنا شخصا معينا منه حكمنا بان هذا