ويتضمنه من قبل مع زوائد أخرى كميه وكيفية وتلك القوى والفروع متجددة بالعدد حسب تجددها في الشدة والكمالية وما أحسن ما وقع من بعض الحكماء في التمثيل لحال النفس من مبادئ تكونها إلى غاية كماليتها واتصالها بالعقل الفعال من أن العقل الفعال كنار تأثر عنها فحم بالحرارة وآخر بالتحمر والتجمر وآخر بالإضاءة والاحراق فيفعل فعل النار وفعل الأولين وكل ما وقع له الاشتداد يصدر عنه ما يصدر مما تقدم عليه فهذا مثال مراتب آثار العقل في النبات والحيوان والانسان وكما أن النور الشديد يشتمل على مراتب الأنوار التي دونه وليس اشتماله عليها كاشتمال مركب على بسيط ولا كاشتمال مقدار على ابعاضه الوهمية بل على ضرب آخر فكذلك الوجود القوى جامع لما في الوجودات الضعيفة التي دونه فيترتب عليه ما يترتب عليها وهكذا يزداد الآثار باشتداد القوة وفضيلة الوجود وربما أخرجه الاشتداد من نشأة داثرة إلى نشأة باقيه فيصير ذاته من المفارقات عن الأجسام وعلائقها فيجعل من قبله خليفة متوسطة بينه وبين تدبير الأجسام كما يطول شرحه فصل (14) في اختلاف هذه القوى قيل غاذية كل عضو مخالفه لغاذية العضو الاخر بالنوع والماهية والا لما اختلف أفعالها نوعا (1) وكذلك القول في النامية والمولدة والخوادم الأربع وانما هي متحدة بالجنس.
(١٤٨)