حيث هويته النفسية شخصا واحدا ولكن من حيث جسميته أي التي بمعنى المادة أو الموضوع لا التي بمعنى الجنس أو النوع ليس واحدا بالشخص وقد سبق تحقيق كون موضوع حركه الكمية أمرا نوعيا بحسب الجسمية شخصيا بحسب الطبيعة أو النفس.
والسادس ما يكون التعلق بحسب الاستكمال واكتساب الفضيلة للوجود لا بحسب أصل الوجود كتعلق النفس بالبدن عند الجمهور من الفلاسفة مطلقا وتعلقها (1) به بعد البلوغ الصوري الذي عند صيرورتها نفسا ذات قوه متفكرة وعقل عملي بالفعل قبل ان يخرج عقله النظري من القوة إلى الفعل عندنا وهذا أضعف التعلقات المذكورة وهو كتعلق الصانع بالإله الا ان هذا التعلق بهذه الآلات البدنية تعلق طبيعي ذاتي وتعلق النجار مثلا بالإله عرضي خارجي وذلك لان النفوس كلها خاليه في مبادئ تكونها عن الكمالات والصفات الوجودية سواءا كانت بحسب الحيوانية مطلقا أو بحسب الانسانية خاصه ولم يكن لها تحصيل هذه الكمالات الا بحسب استعمال الآلات وكان من الواجب أن تكون تلك الآلات مختلفه بعضها من باب الحركات وبعضها من باب الادراكات، والتي من باب الحركات بعضها بحسب الحيوانية من باب الشهوة وبعضها من باب الغضب، والتي من باب الادراكات بعضها من باب اللمس وبعضها من باب الشم وبعضها من باب الذوق وبعضها من باب الابصار وبعضها من باب السماع وهكذا غيرها ولو لم يكن آلات النفس مختلفه حتى يفعل بكل آله فعلا خاصا لازدحمت عليها الافعال ولاجتمعت الادراكات كلها على النفس وكانت حينئذ يختلط (2) بعضها على بعض ولم يحصل منها شئ على الكمال والتمام ولأن صور الأشياء انما تحصل للنفس أولا في حسها ثم في خيالها ثم في عقلها النظري ولهذا قيل من فقد حسا (3) فقد علما ولا شئ من المحسوسات بحيث