يحصل لنا اثر منه فنشعر بذلك الأثر اما ان يجعل الشعور نفس الأثر أو أمرا مغايرا لذلك الأثر تابعا له فإن كان نفس ذلك الأثر فقوله فنشعر بذلك الأثر لا معنى له بل هو مرادف (1) لقوله يحصل لنا اثر وإن كان الشعور (2) تبعه فاما ان يكون ذلك الشعور هو حصول ماهية الشئ أو حصول ماهية غيره فإن كان غيره فيكون الشعور هو تحصيل ما ليس ماهية الشئ ومعناه وإن كان هو هو فيكون ماهية الذات تحتاج في أن يحصل لها ماهية الذات إلى ذلك الأثر فيكون ماهية الذات غير موجودة إلى أن حصلها ذلك الأثر فلا يكون تلك الماهية متأثرة بل متكونة هذا خلف وان كانت ماهية الذات لنا بحال أخرى من التجريد والتجديد أو نزع بعض ما يقارنها من العوارض فيكون المعقول هو ذلك المتجدد المتجرد وكلامنا فيما إذا كان المعقول هو جوهر نفسنا الثابت في الحالين.
قال السائل سلمنا انا نعقل ذواتنا ولكن لم قلتم بان من عقل ذاتا فله ماهية تلك الذات والا لكنا إذا عقلنا الاله والعقول الفعالة وجب ان يحصل لنا حقائقها.
قال المجيب الحاصل فينا من العقل ان أمكننا ان نعقله هو العقل الفعال من جهة النوع والطبيعة لا من جهة الشخص لان أحدهما بحال ليس الاخر بتلك الحال والمعقول من حقيقتك لا يفارق حقيقتك في النوع والماهية ولا بالعوارض أصلا ولا تفارقه بالشخص فيكون هو هو بالشخص كما هو هو بالنوع واما العقل الفعال وما يعقل منه فهو هو في المعنى وليس هو هو في الشخص.
أقول الحق (3) (4) ان الطبيعة النوعية التي للعقل الفعال لا يمكن تعدد أشخاصها