التي لا تكون الا في مادة جسمانية وقبل الأبدان لا يكون للنفوس استعدادات جسمانية يقبل بها صفات متعاقبة يتخصص بسبب سابقها بلاحقها وهكذا لا إلى بداية.
واما عن السادس فلان النفوس الهيولانية يتميز بعضها عن بعض بلواحق حاصله لها بسبب المادة لان النفوس جسمانية الحدوث حكمها حكم الصور والطبائع المادية المتكثرة بسبب مميزات جسمانية ثم يلزم تعين كل منها بوجودها الخاص وهو عين شعورها بذاتها وذلك الذي (1) يستمر استمرارا ثانيا مع ضرب من التجدد الوجودي، فلا جرم يبقى الامتياز بينها دائما وان حصل لكل منها تفاوت وجودي بحسب تجوهرها من أول تكونها إلى غاية كمالها الجوهري فالحاصل ان الامتياز في افراد نوع واحد لا بد وأن يكون أولا بشئ خارج عن الماهية ولوازمها وذلك لا يكون الا من عوارض المادة فالنفوس التي بعد الأبدان يتصور بينها التكثر والامتياز الحاصل لها حين تلبسها بالأبدان ثم يستصحب (2) حكم ذلك فيها بعد الأبدان لبقاء اثر التميز فيها ولو بالتبع واما النفوس التي قبل الأبدان فلا يمكن فيها ذلك التميز لا بالذات ولا بالعرض بحسب التبعية وقد ثبت (3) ان قبل عالم الحركات والاتفاقات لا يمكن عروض مخصص خارجي ومميز عرضي مفارق فليس هناك امتياز بالعوارض بعد اتفاق في الماهية والحقيقة فهذا ما يمكن ان يتكلف في تقرير هذه الحجة.
حجه أخرى على حدوث النفس ذكرها أبو البركات فقال لو كانت النفس موجودة قبل البدن لكانت اما متعلقه بأبدان أخرى أو غير متعلقه بأبدان أخرى وباطل أن تكون