بالهيئات التي وجدت في الأول والعقول الفعالة أعني المعقولات وجد ما بعدها وكما أنه ينتقش في العقول تلك الصور على اللزوم فكذلك ينتقش في القوة الغاذية مثلا صوره تشكل الانسان بشركه المادة بوجود هذه القوة في المادة انتهى كلامه.
والمقصود منه ازاله الاستبعاد من صدور هذه الأفاعيل عن النفس بتوسط قواها وهيئاتها وسبب ذلك أن جميع الموجودات التي بعد الوجود الأول الواجب يشتمل لوحدته على لوازم وهيئات ومعاني كثيره بحسب مقامه ومرتبته في الوجود يحاكي السبب الأول في كونه واحدا ومع وحدته عين جميع الصفات الإلهية والأسماء الربانية وقد علمت من قبل ان الباري كل (1) الأشياء بلا تكثر وهكذا كل ما هو أقرب إليه أشد وحده وأكثر جمعا للمعاني حتى أن كل موجود عالم في نفسه يحاكي عالم الربوبية فالنفس الانسانية يجتمع في ذاتها جميع ما يتفرق في البدن وصور الأعضاء من القوى والآلات فاختلاف اشكال الأعضاء ظلال لاختلاف القوى المدركة والمحركة المنبثة (2) آلاتها في سائر الأعضاء حسب انبثاث الروح المنبعث من القلب