الأعضاء وتشكيلها على حسب اغراض النفس وحاجاتها ومآربها.
وليس لاحد ان يعترض بان القوة المصورة قوه جسمانية لا شعور لها بهذه الاغراض فكيف تفعل هذه الأفاعيل التي يترتب عليها تلك الاغراض وما خلقت الا لتلك الفوائد والغايات.
لان جوابه ان تلك القوة مما تستخدمها قوه أخرى فوقها هي النفس فان رجع وقال انا نعلم أن نفوسنا غير شاعره بتلك الاغراض والمنافع والمصالح.
قلنا نفسك ما دامت بالقوة وفي حد النقصان حكمها حكم تلك القوة المصورة التي تفعل فعلها بالمباشرة خدمه وطاعة لقوه أخرى فوقها ولو فرضنا نفسك قد خرجت من حد القوة والنقصان إلى حد الفعلية والكمال لشاهدت بنور البصيرة انها تستخدم سائر القوى التي هي من جنودها وخدمها لأجل اغراض ومصالح حكمية فيها صلاح شخصها أو نوعها اما بحسب نشأة الطبيعة أو نشأة أخرى فقول القائل المذكور ان المادة تستعد لأمر واحد هو النفس أراد بالمادة المنى وبالاستعداد استعدادا بعيدا من شانه ان يصير قريبا بانفعالات واستحالات كثيره يطرء عليها شيئا بعد شئ فان الفائض عليه من آثار النفس ليس الا صوره حافظه لتركبه من الفساد والضيعان لكن من شان تلك الصورة ان تقوى وتتكامل وتشتد حتى تبلغ إلى مرتبه فوقها وهكذا الكلام في تلك المرتبة من الصورة وقوله لكن النفس لها آلات ولوازم وقوى متخالفة تتحد نوعا من الاتحاد أراد به اختلاف درجات النفس ومقاماتها فكل ما يعد من آلات النفس وقواها كان تلك الاله والقوة تفعل فعلها قبل حدوث مستعملها على وجه يصلح ان تصير معدة لفيضان صوره أخرى مستعمله إياها قاهره عليها من غير تمرد وعصيان في جبلتها وهكذا إلى آخر مرتبه من مقامات النفس وهذا هو الدين الإلهي الفطري الذي جبل عليه كل قوه انها تفعل فعلها على وجه يكون مطلوبها لا يناقض مطلوب ما هو فوقها بل ينحو نحوه ويؤم قصده ويجرى في طريقه.
وبهذا يندفع الاشكال بان المصورة لو كانت من قوى النفس يلزم ان يفعل الاله قبل حدوث مستعملها أعني النفس وذلك لان تلك القوة قبل فيضان النفس لم تكن