في المعدة أقرب منه بحسب القوة ثم الكيموس الحاصل في الكبد ثم الدم الحاصل في العروق أقرب استعدادا للغذائية من كل ما سبق فالذي يتصل بالعضو ويصير لحما أو عظما أو عضوا آخر هو الغذاء بالفعل وهو بعينه العضو المغتذى فالغذاء والمغتذي شئ واحد بعينه لا يتغايران الا بضرب من التحليل حيث يعتبر العقل ذلك الشخص المغتذى أو العضو المغتذى تارة باعتباره في نفسه عند خلوه عما يرد عليه من الكمال وتارة باعتبار تمامه وكماله الحاصل في نفسه بحسب سبق أفعال وحركات معدة لذلك الكمال كالحال في استكمال النفس بالصور العلمية الكمالية على ما بيناه ومن دقائق (1) ما يقع به الاستبصار في هذا المقام وقوع مراتب الهضم في الاغتذاء على وزان مراتب التجريد في التعقل فصل (4) في مراتب الهضم وان للهضوم أربع مراتب:
اعلم لا بد للحيوان وكذا للانسان ما دام في عالم الدنيا وطبيعة الجسمية من غذاء يشبه المغتذى صوره ومادة وذلك لأن هذه الأجسام دائمه الاستحالة والذوبان ثم لكل عضو حصه من الغذاء تناسبه وتشاكله بعد مراتب النضج والاستحالات والتصفية عن القشور والفضول بالقوة الغاذية التي في البدن بمنزله القوة العاقلة في النفس فمادة الغذاء إذا وردت في البدن وحضرت عند تصرف غاذية النفس فتصرفت فيها أحالتها في