ثبت ان الخيال وجميع ما يحصل فيه خارج عن هذا العالم فاذن كما يوجد في قوه من قوانا جميع النغمات والأصوات والروائح والمشمومات على وجه المشاهدة، تارة من جهة أمور خارجية معدة لها وتارة من جهة أسباب باطنية كما في المنام، فانا قد نشاهد صورا عجيبة وأصواتا عظيمه في النوم لا نشك في وجودها فلا استبعاد في وجود الطعوم الشهية والروائح الطيبة والنغمات العجيبة في عالم الأفلاك إذ ليست أسباب وجودها منحصرة في هذه الأمور المعتادة.
فصل (6) في البصر قد تقرر في علم التشريح انه ينبت من الدماغ أزواج سبعه من العصب وان الزوج الأول مبدئه من غور البطنين المقدمين من الدماغ عند جوار الزائدتين الشبيهتين بحلمتي الثدي وهو صغير مجوف يتيامن النابت منهما يسارا ويتياسر النابت منهما يمينا ثم يلتقيان على تقاطع صليبي ثم ينفذ النابت منهما يمينا إلى الحدقة اليمنى، والنابت يسارا إلى الحدقة اليسرى وقوة الابصار مودعة في الروح المصبوب في تجويف هذا العصب سيما عند الملتقى.
واختلفوا في كيفية الابصار فالطبيعيون على أنه بانطباع شبح المرئي في جزء من الرطوبة الجليدية التي يشبه البرد والجمد فإنها مثل مرآة فإذا قابلها متلون مضئ انطبع مثل صورته فيها كما ينطبع صوره الانسان في المرآة لا بان ينفصل من المتلون شئ ويميل إلى العين بل بان يحدث مثل صورته في المرآة في عين الناظر، ويكون استعداد حصوله بالمقابلة المخصوصة مع توسط الهواء المشف ولما توجه الايراد عليهم بوجهين:
أحدهما ان المرئي حينئذ يكون صوره الشئ وشبحه لا نفسه ونحن قاطعون بانا نرى نفس هذا الملون.
وثانيهما ان شبح الشئ مساو له في المقدار والا لم يكن صوره له ومثالا