وبها نمشي فثبت بهذا ان جوهر نفسك الذي أنت به أنت سامع ومبصر ومتألم وملتذ وعاقل وفاهم وباطش وماش وان احتاج في كل نوع من هذه الأفعال إلى آله مخصوصة طبيعية وذلك مما لا نزاع فيه ما دمنا في عالم الطبيعة وان انسلخت النفس عن البدن واستقلت في الوجود صدرت هذه الأفاعيل عنها بدون الاله كما شاهده أصحاب النفوس الكاملة ودل عليه النوم فانا نفعل هذه الأفاعيل حاله المنام من غير استعانه بهذه الآلات.
البرهان الثالث من طرف العلم على أن النفس مدركه للجزئيات لا شك في أن النفس ذات شخصية وهي متعلقه بالبدن تعلق التدبير والتصرف كما ستعلم ومعلوم ان النفس المعينة ليست مدبره للبدن الكلى والا لكانت عقلا مفارقا بالكلية ولم يكن تعلقها بالبدن المعين الا كتعلقها بسائر الأبدان والتالي باطل فالمقدم كذلك فهي اذن مدبره لبدن جزئي وتدبير الشخص من حيث هو الشخص يستحيل الا بعد العلم به من حيث هويته الشخصية وذلك لا يكون الا بحضور صورته الشخصية عند النفس، وذلك يستلزم (1) كون النفس مدركه للجزئيات وهي مدركه للكليات ففي الانسان هويه واحده ذات أطوار متعددة.
فان قلت إن نفسي مدبر بدنا كليا ثم إنه يتخصص ذلك التدبير لتخصص القابل.
قلت هذا باطل اما أولا فكل عاقل يجد من نفسه انه لا يحاول تدبير بدن كلي بل مقصوده تدبير بدنه الخاص.
واما ثانيا فتخصص هذا التدبير بسبب القابل انما يكون معقولا إذا كان بدن الشخص قابلا لتدبير معين لا تقبله سائر الأبدان وليس الامر كذلك فان كل