الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٧٨
الباب الثالث في ذكر القوى النباتية وأفعالها وأحوالها وفيه فصول فصل (1) في اقسام تلك القوى بالوجه الكلى ان القوى النباتية اما أن تكون مخدومه واما أن تكون خادمه واما التي لها درجه الاستخدام فاما ان يكون فعلها وتصرفها في الغذاء لأجل الشخص أو لأجل النوع اما الأول فهو اما لأجل بقاء الشخص أو لأجل تحصيل كمال ذاته اما القوة التي تفعل لأجل بقاء الشخص فهي الغاذية وحدها (1) انها قوه تحيل الغذاء إلى مشابهه جوهر المتغذي لتورده بدل ما يتحلل واما التي تفعل لتحصيل كمال الشخص فهي النامية (2) وهي التي تزيد في أقطار الجسم المتغذي على التناسب الطبيعي ليبلغ إلى تمام النشو وانما يقع هذا الفعل منه بما يورده الغاذية زيادة على البدل عما

(1) لا يخفى عليك ان تذكرت ما علقناه على أوائل السفر الأول في مشاركه الحد والبرهان ان هذا وكذا حد النامية حد هو تمام البرهان كما أنه إذا اقتصر وقيل الغاذية قوه تورد البدل لما يتحلل كان حدا هو مبدء البرهان وإذا قيل هي قوه تحيل الغذاء لمشابهة جوهر المتغذي كان حدا هو نتيجة البرهان س ره - (2) قال الميبدي ره القياس يقتضى ان يقال المنمية لكن راعوا مشاكله الغاذية.
أقول هذا من رموزهم إلى ما حققه المصنف قده من أن البدن مرتبه من النفس فوصفوا القوة بصفة الجسم للإشارة إلى نحو اتحاد بينهما وهذا نظير ما استنبطنا منه أيضا ذلك الاتحاد من قولهم القدرة كيفية نفسانية والحال انها كيفية قائمه بالقوة المنبثة في العضلات فلو لا انها مرتبه من النفس لم تكن كيفيتها كيفية النفس فاستقم كما أمرت س ره.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست