الواحد مقتضاه واحد واعترض عليه الفاضل المذكور بان هذا أيضا منقوض بالقوى النباتية فان كلا منها واحده تفعل أفعالا كثيره كذلك هاهنا.
أقول والجواب بمثل ما مر فان القوى النباتية تفعل أفعالا مختلفه على حسب اغراض النفس فبهذه البراهين (1) التسعة المذكورة ظهر ان النفس الحيوانية ليست قوه (2) مزاجية كالصور المعدنية مع أن المعدنيات أيضا ليست آثارها ولوازمها الا بصور جوهرية غير أمزجتها.
فصل (2) في بيان تجرد النفس الحيوانية وعليه براهين كثيره منها ان الحيوان قد يتزائد (3) اجزاؤه تارة ويتناقص أخرى بالتحليل فإنه ما من بدن حيواني الا وتستولي عليه الحرارة الغريزية والأسطقسية الداخلتان وحرارة الحركة والهواء المطيف به سيما عند اشتداد الصيف بارتفاع الشمس وذلك الحيوان باق بشخصه في الأحوال كلها فعلمنا ان هويته مغايرة للبنية المحسوسة.