الا نفسانية واما هذه الحركات الطبيعية التي للبسائط العنصرية من مكان إلى مكان فليست منبعثة عن ذات المحرك إذ شرط انبعاثها عن الطبيعة خروجها عن أحيازها الطبيعية فهي بسبب امر خارج عن ذات المتحرك واما حركات المركبات المعدنية والنباتية فهي أيضا مفتقرة في انبعاثها إلى أمور خارجه كحرارة طابخة أو برودة جماعة أو رطوبة مسهلة لقبول الاشكال والتحولات وغير ذلك واما حركه الذاتية التي في الطبيعة فهي وان كانت منبعثة عن الذات لكن الطبائع العنصرية البسيطة لتضادها متفاسدة غير باقيه بالعدد واما جواهر النفوس الحيوانية وطبائع الأجرام الفلكية التي هي عين نفوسها فهي حيه بحياة ذاتية لأنها دائمه التشوق إلى منزل البقاء وحركتها إلى الكمال امر ذاتي لها وتلك النفوس ان كانت عقلية كالنفوس الفلكية والكاملين في العلم من النفوس الانسانية فلها حشر إلى الله تعالى في دار المفارقات العقلية وان لم تكن عقلية بل وهمية أو خيالية فلها أيضا حشر إلى عالم النفوس على طبقاتها في الشرف والدنو والسعادة والشقاوة فان الشقاوة في المعاد لا ينافي الاستكمال في الوجود النفساني بحسب الجربزة الشيطانية أو الشهوة البهيمية أو الغلبة السبعية فإنها كمالات لسائر النفوس ورذائل للنفس الانسانية.
واما من جعل النفس جسما أراد بالنفس النفس الخيالية الحيوانية ولم يرد بالجسم هذه الأجسام الطبيعية الواقعة تحت الحركات والانفعالات بل شبحا برزخيا صوريا أخرويا له أعضاء حيوانية وتلك النفس صوره حيوانية حيه بذاتها ليست حياتها بأمر عارض عليها كهذه الأجسام وبوساطتها يتصرف النفس الناطقة في هذا البدن الطبيعي ويدرك الجزئيات والحسيات كما اتفق عليه جميع السلاك والمكاشفين وذلك الجسم هو الصورة التي يراها الانسان في المنام حيث يجد نفسه مشكلا مصورا بجوارح وأعضاء وانه يرى شخصه في المنام يدرك ادراكات جزئيه ويعمل أعمالا حيوانية فيسمع باذنه ويرى بعينه ويشم بأنفه ويذوق بلسانه ويلمس ببشرته ويبطش بيده ويمشي برجليه وهذه كلها أعضاء روحانية غير هذه الأعضاء الطبيعية.
واما قول من قال إنها هي من الأجرام التي لا تتجزى فأراد بها الأجرام.