تفعل ما تفعل بواسطة الوضع وكلما لا يوجد (1) الا بواسطة الوضع استحال ان يفعل فعلا مجردا عن الوضع والحيز واما ثانيا فلان الصورة المادية أضعف من المجرد القائم بنفسه والأضعف لا يكون سببا للأقوى ومحال ان يكون علة قابلية لما ثبت ان النفس مجرده ومستغنية عن المادة ومحال ان يكون البدن علة صورية للنفس أو غائية فان الامر أولى ان يكون بالعكس فاذن ليس بين البدن والنفس علاقة واجبه الثبوت أصلا فلا يكون عدم أحدهما علة لعدم الاخر.
فان قيل ألستم جعلتم البدن علة لحدوث النفس والحدوث هو الوجود المسبوق بالعدم فإذا كان البدن شرطا لوجود النفس فليكن عدمه علة لعدمها.
فقالوا (2) انا قد بينا ان الفاعل إذا كان منزها عن التغير ثم صدر الفعل عنه بعد إن كان غير صادر فلا بد وأن يكون وجوده في ذلك الوقت لأجل ان شرط الحدوث قد حصل في ذلك الوقت دون ما قبله ثم إن ذلك الشرط لما كان شرطا للحدوث وكان غنيا في وجوده عن ذلك الشرط استحال ان يكون عدم الشرط مؤثرا في عدم ذلك الشئ ثم لما اتفق (3) ان يكون ذلك الشرط مستعدا لان يكون آله للنفس في تحصيل كمالاتها والنفس لذاتها مشتاقة إلى الكمال لا جرم حصل لها شوق طبيعي إلى التصرف في ذلك البدن والتدبير فيه على الوجه الأصلح ومثل ذلك لا يمكن ان يكون عدمه علة لعدم الحادث. هذا صوره ما قرره المتأخرون كالشيخ الرئيس ومن في طبقته.
أقول وفيه مساهلات ومواضع أنظار اما في الاستدلال فنقول ان القول بان