وتابعوه إلى أنه ليس متشابه الاجزاء لان المنى يخرج من كل البدن فيخرج من اللحم شبيه به ويخرج من العظم شبيه به وعلى هذا من جميع الأجزاء وهذه الأعضاء غير متشابهه لاختلاف حقائقها باختلاف الأعضاء المنفصلة هي عنها وغير متشابهه للكل وهو ظاهر على هذا التقدير فلا يكون الكل متشابه الاجزاء بل متشابه الامتزاج لان الحس لا يميز بين تلك الأجزاء وإن كان في نفس الامر متميزا بعضها عن بعض.
قول التعليل في اختلاف أعضاء الحيوان باختلاف اجزاء المنى مما ليست فيه فائدة في دفع الاشكال بل يعود المحذور المهروب عنه مع زيادة محال آخر وهو كون المنى حيوانا (1) تام الأعضاء بالفعل وذلك لان اختلاف اجزاء المنى إن كان بسبب اختلاف ما ينفصل عنه أعني الأعضاء وكان ذلك الاختلاف أيضا لاختلاف اجزاء المنى كان اختلاف أعضاء الحيوان لاختلاف أعضاء الحيوان وهو يستلزم اما الدور (2) أو