الانسان الكلى الذي يكون مشتركا بين الاشخاص الانسانية كلها ولا محاله يكون ذلك المعقول مجردا عن وضع معين وشكل معين والا لما كان مشتركا بين الاشخاص ذوات الأوضاع المختلفة والاشكال المختلفة وظاهر ان هذه الصورة المجردة امر موجود وقد ثبت ان الكليات لا وجود لها في الخارج فوجودها في الذهن فمحلها اما ان يكون جسما أو لا يكون والأول محال والا لكان له كم معين ووضع معين بتبعية محله وحينئذ يخرج عن كونه مجردا وهو محال فاذن محل تلك الصورة ليس جسما فهو اذن جوهر مجرد.
ولقائل ان يقول الصورة الكلية المعقولة من الانسان هل لها وجود أم لا فإن لم يكن لها وجود فكيف يمكن ان يقال إن محلها يجب ان يكون كذا وإن كان لها وجود فلا محاله هي صوره شخصية حاله في نفس انسانية شخصية لاستحالة ان توجد المطلقات في الأعيان وهي من حيث إنها صوره شخصية قائمه بنفس شخصية غير مشترك فيها بين الاشخاص اما أولا فلان الامر الشخصي لا يكون مشتركا فيه واما ثانيا (1) فلان الصورة عرض قائم بالنفس والأشخاص جواهر مستقلة بذواتها فكيف يمكن ان يقال إن حقيقة الجواهر القائمة بذاتها عرض قائم بالغير.
فان قالوا إن المعنى بكون تلك الصورة كليه ان أي شخص من الاشخاص