الباري الخير ليكون هذا العالم حيا ذا عقل لأنه لم يكن من الواجب (1) إذا كان هذا العالم متقنا في غاية الاتقان ان يكون غير ذي عقل ولم يكن (2) ممكنا ان يكون للعالم عقل وليست له نفس فلهذه العلة ارسل الباري النفس إلى هذا العالم وأسكنها فيه، ثم ارسل نفوسنا فسكنت في أبداننا ليكون هذا العالم تاما كاملا ولئلا يكون دون ذلك العالم في التمام والكمال لأنه كان ينبغي ان يكون في العالم الحسى من أجناس الحيوان ما في العالم العقلي.
واما الآثار فقد تكلم المتمسكون بهذه الشريعة الحقه في ماهية الروح فقوم منهم بطريق (3) الاستدلال والنظر وقوم منهم بطريق الذوق والوجدان لا باستعمال الفكر حتى تكلم في ذلك مشائخ الصوفية مع أنهم تأدبوا بآداب رسول الله ص ولم يكشفوا عن سر الروح الا على سبيل الرمز والإشارة ونحن أيضا لا نتكلم الا عن بعض مقامات الروح الإلهي وقواه ومنازله النفسية والعقلية لا عن كنهه لامتناع ذلك.
فقد قال الجنيد ره الروح شئ استأثره الله بعلمه ولا يجوز العبارة عنه بأكثر من موجود ولعله أراد انه موجود بحت ووجود صرف كسائر الهويات البسيطة العقلية التي هي آنيات محضه متفاوتة بالأشد والأضعف ليست لها ماهيات متقومة من جنس وفصل.
وقال أبو يزيد البسطامي رض طلبت ذاتي في الكونين فما وجدتها أي ذاته فوق