الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٨٨
والعروق والطحال (1) والأنثيين والمرارة من الأعضاء الخادمة.
واعلم أن حقيقة الغذاء ما يقوم بدل ما يتحلل عن الجسم بالاستحاله إلى نوعه والغذاء اما ان يكون بالقوة كالحنطة والخبز واما ان يكون بالفعل وهو الذي لم يحتج إلى شئ غير الالتصاق وقد يقال له غذاء عندما صار جزء المغتذى شبيها به (2) بالفعل والغذاء بالمعنى الأول هو جوهر جسماني جزئي لا محاله اما الجوهرية فلان غير الجوهر لا يمكن ان يصير جوهرا أو جزء جوهر واما الجسمانية فلان المجردات لا تنقلب أجساما واما الجزئية فلان الكلى من الجسم لا وجود له في الخارج فثبت ان غذاء كل بدن شخصي جسم شخصي والمشهود ان غذاء الحيوانات لا يكون أجساما بسيطه فلا تغتذي الا بالمركبات لبعد المناسبة في البسيط وقربها في المركب ولا ينتقض (3) هذا بالنبات كما توهم هذا ما ذكروه.
والتحقيق يحتاج إلى نمط آخر من الكلام لا يناسب طور ما الفه اسماع الأنام والإشارة إليه ان كل جوهر طبيعي أو نفساني امر واحد بالفعل لأنه موجود بالذات وكل موجود بالذات له وحده بالفعل وكل واحد بالفعل كثير بالقوة ففعله أيضا واحد بالفعل كثير بالقوة فالأجسام النباتية والحيوانية كل منها واحد بالفعل فليس وجود العناصر فيها بالفعل بل بالقوة فليس معنى التغذية عندنا مداخله الجسم المسمى بالغذاء للجسم المغتذى بدلا لما يتحلل ولا معنى النمو عندنا ازدياد مقدار الجسم بمداخلة الأجسام الخارجة فيه بل مجاورة الأجسام الرطبة المناسبة للجسم الحيواني والنباتي مما

(1) وجود الأربع المحصلة فيها واضح واما الأربع المعدة حتى الهضم والدفع لكل البدن فلان الهضم اشتداد كيفيات ما فيها من المرتين وغيرهما والدفع صب شئ من الطحال من السوداء على فم المعدة ليتنبه بالجوع بدغدغته وقبضه لحموضة السوداء وكونه ذكى الحس وصب شئ من الصفراء من المرارة على المعاء ليتنبه بدفع البراز للذع المرة الصفراء والدفع في الأنثيين س ره (2) وفي بعض النسخ لا شبيها به وكأنه بملاحظة حال صاحب البرص والبهق فتدبر ل ره.
(3) بان يقال إن غذائه بسيط وهو الماء لأن الماء ما لم يختلط بالأرض لم يصر غذاء للشجر س ره.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست