لازم مما ذكره وان أراد به كل وقت أو أعم من ذلك ومن لفظه الكل الافرادي فلا محذور فيه وذلك لان الزمان غير متناهي الأوقات فعلى تقدير عدم تناهى النفوس ووجود كل في وقت لا يلزم الا وجود الجميع في أوقات غير متناهية وذلك غير ممتنع لا وجود الكل في وقت معين فاللازم غير محذور والمحذور غير لازم.
ثم نقول إن المبدء العقلي الذي وجدت وانتشرت منه النفوس إلى هذا العالم غير متناهي القوى والجهات والحيثيات الوجودية وكلما انفصلت منه النفوس بقيت فيه القوة الغير المتناهية كما كانت على حالها لا تبيد ولا تنفد لأنه مبدع من مبدء الكل.
وليس وجود النفوس الغير المتناهية في العالم العقلي على نعت الكثرة العددية ولا انها ذات ترتيب ذاتي أو وضعي حتى يرد الترديد الذي ذكره في كل واحده واحده منها ويلزم حينئذ ما ذكره من مجئ وقت لم يبق فيه واحد من النفوس.
وإياك ان (1) تتوهم مما ذكرناه ان وجود النفوس في المبدء العقلي وجود شئ في شئ بالقوة كوجود الصور الغير المتناهية في المبدء القابلي أعني الهيولى الأولى وذلك لان وجود الشئ في الفاعل ليس كوجوده في القابل فان وجوده في الفاعل أشد تحصيلا وأتم فعليه من وجوده عند نفسه ووجوده في القابل قد يكون انقص وأخس من وجوده في نفسه وبحسب ماهيته لان وجوده (2) في القابل المستعد بالقوة الشبيهة بالعدم ووجوده