الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٥٨
وكذا اختلاف ماهية النبات بحسب معنى التجسم الذي من جهة المادة ومعنى النباتية الذي من جهة الصورة وعلى هذا القياس في كل ما له مادة وصوره.
وثانيها الاختلاف بالوجود والعدم في الأفاعيل مثل التحريك والتسكين والعلم والجهل واليقين والشك.
وثالثها بالأشد والأضعف كاليقين والظن في الاعتقاد أو زيادة الشهوة ونقصها في الأخلاق أو العظم والصغر في الأبدان.
ورابعها بالسرعة والبطؤ كالتحدس والتفكر.
وخامسها اختلاف الآثار بالنوع اما مع اتحاد الجنس القريب كابصار (1) السواد والبياض وادراك الحلاوة والمرارة واما مع اختلاف الجنس اما القريب كادراك الألوان والأصوات واما القريب والبعيد كالادراك والتحريك.
إذا تمهد هذا فنقول القسم الأول (2) من الاختلاف لا يوجب تعددا في القوة ولا يستدعى اثنينية في الوجود إذ كثيرا ما يكون قوه بسيطه تكون مصداقا للمعاني المتعددة من غير تكثر لا في الذات ولا في حيثية الوجود كالعاقلية والمعقولية في الجوهر المفارق وكصدق العلم والقدرة والإرادة والحياة وسائر النعوت الإلهية على واجب الوجود تعالى.
والقسم الثاني أيضا لا يستدعى قوتين ولا يوجب كثره في المبدء للفعل إذ ربما كان وجود الفعل بوجود القوة ولا يكون عدمه لعدمها (3) بل لعدم (4) شرط من شرائط تأثيرها

(1) لما كان العلم والادراك عين المعلوم والمدرك كان اختلاف السواد والبياض عين اختلاف الابصارين واتحاد جنسهما القريب عين اتحاد جنسهما القريب وكذا الكلام في قوله واما مع اختلاف الجنس الخ س ره.
(2) الا مع التعاند كمفهومي العلة والمعلول والمحرك والمتحرك والفاعل والقابل بمعنى المنفعل التجددي وغير ذلك س ره.
(3) أي لعدمها رأسا وإن كان عدمه لعدم مرتبه من مراتب حركتها الجوهرية تدبر تفهم م ره.
(4) كالطبيعة يوجب التسكين بشرط عدم الخروج عن حيزه الطبيعي ويوجب التحريك بشرط الخروج منه س ره.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست