وكذا اختلاف ماهية النبات بحسب معنى التجسم الذي من جهة المادة ومعنى النباتية الذي من جهة الصورة وعلى هذا القياس في كل ما له مادة وصوره.
وثانيها الاختلاف بالوجود والعدم في الأفاعيل مثل التحريك والتسكين والعلم والجهل واليقين والشك.
وثالثها بالأشد والأضعف كاليقين والظن في الاعتقاد أو زيادة الشهوة ونقصها في الأخلاق أو العظم والصغر في الأبدان.
ورابعها بالسرعة والبطؤ كالتحدس والتفكر.
وخامسها اختلاف الآثار بالنوع اما مع اتحاد الجنس القريب كابصار (1) السواد والبياض وادراك الحلاوة والمرارة واما مع اختلاف الجنس اما القريب كادراك الألوان والأصوات واما القريب والبعيد كالادراك والتحريك.
إذا تمهد هذا فنقول القسم الأول (2) من الاختلاف لا يوجب تعددا في القوة ولا يستدعى اثنينية في الوجود إذ كثيرا ما يكون قوه بسيطه تكون مصداقا للمعاني المتعددة من غير تكثر لا في الذات ولا في حيثية الوجود كالعاقلية والمعقولية في الجوهر المفارق وكصدق العلم والقدرة والإرادة والحياة وسائر النعوت الإلهية على واجب الوجود تعالى.
والقسم الثاني أيضا لا يستدعى قوتين ولا يوجب كثره في المبدء للفعل إذ ربما كان وجود الفعل بوجود القوة ولا يكون عدمه لعدمها (3) بل لعدم (4) شرط من شرائط تأثيرها