لا نسلم ان لكل شئ وحده تقابل الانقسام من كل جهة حتى يلزم ان يكون صورتها أيضا كذلك فان كثيرا من الأشياء وحدتها بالفعل عين قبول القسمة بالفعل كالعدد، أو عين قبول القسمة بالقوة كالأجسام والمقادير فان العشرة وان كانت حقيقة واحده لكن تلك الوحدة عين كثره الآحاد التي يتألف منها العشرة وهذه الكثرة (1) غير مقابله لها وانما يقابلها كثره أخرى هي كثره العشرة أعني العشرات تقابل وحده العشرة التي هي عين كثره الاجزاء أي الأعشار فوحدة العشرة مع كونها تقابل كثره العشرة هي عين كثره الأعشار وكذا وحده الخمسة هي عين كثره الأخماس وقد مر ان العدد من الأشياء الضعيفة الوجود لكونه ضعيف الوحدة.
أيضا حيث إن وحدته عين الكثرة وكذلك الأجسام والمقادير وسائر المتصلات وحدتها عين قبول الكثرة الوهمية أو الخارجية لان وحدتها نفس متصليتها وممتديتها وامتدادها عبارة عن قبولها الكثرة المقدارية قوه أو فعلا فانى توجد في مثل هذه الأشياء نحوا من الوحدة التي لا تتضمن اعتبارها اعتبار الكثرة بوجه من الوجوه نعم حيثية وحدتها تغاير حيثية الكثرة التي تقابل تلك الوحدة ولا تغاير حيثية الكثرة التي يتضمنها تلك الوحدة فافهم هذا المعنى فإنه قد ذهل عنه كثير من العلماء حتى الشيخ في الشفا حيث أراد ان يستدل على مغايرة الوحدة للوجود فقال إن الكثير من حيث هو كثير موجود والكثير من حيث هو كثير ليس بواحد وقد مر ما فيه (2) من القول.