حاضره كانت مدركه لها بنفس صورتها الحاضرة وما دامت النفس ذاهلة عنها فهي زائلة عنها وكذا لوازم تلك العلوم من الانفعالات التي تلحقها بمشاركة البدن كالغضب والشهوة والخجل والوجل وغيرهما.
الحجة السادسة لو كانت القوة العاقلة جسدانية لضعف في زمان الشيخوخة دائما لكنها لا تضعف في ذلك الزمان دائما فهي غير جسدانية وتصحيح نقيض التالي بقياس من الشكل الثالث هكذا ما يعقل به الشيخ الأشياء فهو قوه عاقلة وليس كلما يعقل به الشيخ فإنه تكل عند الشيخوخة فليس كل قوه عاقلة تكل عند الشيخوخة وليس يحتاج صحه هذا المطلب ان لا يكل عقل شيخ أصلا بل إذا كان عقل ما لم يكل عندها يكفي في صحه ما ذكرناه لان هذا الكلام في قوه قياس استثنائي تاليه متصلة كليه موجبه استثنى فيه نقيض التالي وهو سالبه جزئيه لينتج نقيض المقدم صورتها هكذا لو كانت الناطقة جسدانية تعقل بالإله لكان كلما عرض للبدن آفة أو مرض أو كلاله تعرض لها في التعقل فتور وليس كذلك كليا ينتج ان تعقلها ليس باله بدنية فلا يرد عليه ان كثيرا ما يعرض الاختلال في التعقل عند اختلال قوى البدن لان هذا بمنزله استثناء لعين التالي فلا ينتج شيئا وسبب ذلك أن القوة الجسدانية ربما يحتاج إليها ابتداءا ليتم للقوة العاقلة ما يعقله ويجوز (1) ان يكون اشتغالها بتدبير البدن يعوقها عن سائر أفعالها وذلك مثل ما يعرض الراكب للسفر إلى بلده فرسا ردى حركه فإنه يصير اشتغاله بمراعاة مركبه عائقا له من أفعاله الخاصة به ليس صدورها عنه بشركه الفرس وكذلك للشيخ إذا انصرف عن المعقولات فإنه اشتغل عن أفعاله العقلية إلى تدبير بدنه أو عرض لآلته آفة ربما احتاج إليها في الابتداء لضعف نفسه وعدم رسوخ ملكته في التعقل.
فان قيل لعل استمراره في أفعال عقله على صحته لان عقله يتم بعضو من البدن